هل يكون لدبي الريادة المستقبلية في مجال السياحة الحلال؟

جميعنا يعرف الطعام الحلال وكيف أنه يمثل مؤشرًا موسعًا لمدى أهمية توفير ما يناسب نمط حياة الجميع ومعتقداتهم وتأثير ذلك على نجاح وشعبية قطاعات الأعمال على اختلاف أنواعها. ولكن، ما لا يعرفه كثير من الناس أن الحلال أكثر بكثير من مجرد طعام وحسب حتى بعد اكتساب قطاع السياحة المرتبط به لشعبية أكبر من ذي قبل.

فعلى الرغم من أن معدلات الإقبال العالمي على السياحة الحلال لا تزال صغيرة نسبيًا إلا أن شعبيتها زادت دون شك خلال السنوات القليلة الماضية ويدل على ذلك حجمها المتنامي بوتيرة أسرع مقارنة بأيٍ من فروع السياحة الأخرى على الصعيد العالمي. وهذا الإقبال معناه حاجة الوجهات العالمية لوضع إستراتيجيات وأحكام تستهدف تقديم خدمات تلبي احتياجات العملاء ورغباتهم.

وإن أرادت دبي تحقيق هدفها المزمع بأن تصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم بحلول نهاية عام 2020، فهي بحاجة ماسة إلى الاستفادة من الأسواق من هذا القبيل. ولحسن الحظ، تعد الإمارة من أفضل الأماكن موقعًا وتجهيزًا للقيام بذلك وهي مرشحة بشدة لتكون في مصاف رواد العالم في مجال المسرات الثقافية للسياحة الحلال في المستقبل.

وبحسب تقرير أُعدَّ تحضيرًا للقمة العالمية للسياحة الحلال 2015 والمزمع عقدها في شهر أكتوبر بأبوظبي، من المتوقع أن تبلغ القيمة الإجمالية لقطاع السياحة الحلال 844 مليار درهم (146 إسترليني) بنهاية عام 2020.

ولأن أعداد السائحين في أرجاء العالم العربي تنمو وتصبح أكثر ثراءً بوجه عام، فسيواكب ذلك زيادة ملحوظة في رغبة السفر إلى وجهات خارجية في السنوات الخمس المقبلة، وأي بقعة من العالم تريد أن تستفيد من ذلك يلزمها أن تتخذ كافة الاستعدادات فيما يتعلق باحتياجات هؤلاء السائحين.

لذا، ما هي الجوانب الأكثر شيوعًا بين وجهات السياحة الحلال؟

في الحقيقة، يتعلق الأمر بنوعية الخدمات التي تقدمها الفنادق. فعادة ما سيبحث قاصدوا السياحة الحلال عن الإقامة في فنادق لا تقدم المشروبات الكحولية في حاناتها بل وتوفر منشآت مخصصة تمنع اختلاط الرجال بالنساء في أماكن مثل أحواض السباحة والصالات الرياضية والمنتجعات الصحية.

وهناك عوامل أخرى تشمل وجود فنادق وعدد وافر من المطاعم التي لا تقدم منتجات لحم الخنزير ومشتقاته وتنعدم بها أماكن لعب القمار. والأهم من ذلك كله توفير أماكن كافية للصلاة مخصصة للزائرين المسلمين.

وبفضل موقع دبي في الشرق الأوسط وحقيقة أن لديها عدد كبير من المقيمين والسائحين العرب، غالبًا ما تكون المنشآت التي تلبي احتياجات المسلمين متوفرة بالفعل. هذا ويُعد التأكد من كون هذه الخدمات مركزة في الأماكن الصحيحة والعمل على توفيرها في الأماكن التي تفتقر إليها أحد أفضل السبل التي تمكن الإمارة من الاستثمار في هذا المجال السياحي سريع النمو والمناسب للعائلة والاستفادة منه.

ومع اعتزام دبي أن تصبح عاصمة للاقتصاد الإسلامي العام المقبل، فثمة فرصة حقيقية لتحسين الاستثمار في هذا المجال السياحي تحديدًا. فيمكن لقطاعي السياحة الحلال والتمويل الإسلامي أن يعين كل منهما الآخر على الازدهار عن طريق تمويل الأخير الأول بما يكفل لدبي أن تصبح رائدًا سوقيًا فاعلًا فيما يُتوقع أن يكون أحد مجالات السوق الحيوية.