لماذا أصبحت دبي مكانًا جذابًا للعيش بشكل أكبر

Dubai an Attractive Place to Live

شهد عدد سكان دبي ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مع استمرار انتقال الأشخاص من كافة أنحاء العالم إلى الإمارات العربية المتحدة. فلماذا تُعتبر هذه الإمارة مكانًا جذابًا للعيش؟

يكمن سر جاذبيتها في مستوى المعيشة الذي توفره لـ 3.7 مليون ساكن، ينتمون إلى أكثر من 200 دولة حول العالم.

في مؤشر جودة الحياة العالمي لعام 2025، الصادر حديثًا عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU)، احتلت دبي مرتبة من بين أفضل المدن أداءً، حيث قفزت ثلاث مراكز في الترتيب الدولي، وحققت موقعها كواحدة من أفضل مدينتين للعيش في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

خطط التنمية الحضرية التي تعطي أولوية لرفاهية السكان

يمكن عزو تحسن مكانة دبي جزئيًا إلى الخطط الحكومية الطموحة مثل أجندة دبي الاقتصادية D33 والخطة الحضرية الرئيسية لدبي 2040، اللتان تعطيان أولوية لرفاهية السكان وتطوير بنية تحتية مستدامة.

تُعد الخطة الحضرية الرئيسية بمثابة خارطة طريق لنمو دبي المستقبلي، حيث ستوسع المساحات الخضراء ومناطق الترفيه في المدينة بنسبة 105%، وتطور مراكز حضرية أكثر حيوية واعتمادًا على الذات، وتعزز شبكات المشاة والتنقل. وفي الوقت نفسه، تهدف أجندة D33 إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد القادم، مع ضمان أن يتحول الازدهار إلى فرص، وابتكار، وتحسين جودة الحياة لسكان المدينة.

يحتل قطاعا الرعاية الصحية والتعليم – وهما ركيزتان أساسيتان في مؤشر وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) – أولوية كبرى في مخططات التطوير. إذ تضم دبي أكثر من 5,000 منشأة صحية مرخصة وأكثر من 13,000 طبيب، مع استثمارات كبيرة تُوجه نحو الخدمات التقنية المتقدمة بما في ذلك منصات الرعاية الصحية عن بُعد والذكاء الاصطناعي الطبي. وفي مجال التعليم، تخدم 220 مدرسة خاصة في المدينة مجتمعًا متنوعًا ومتعدد اللغات، وتسعى باستمرار إلى رفع معاييرها بما يتوافق مع المقاييس العالمية.

السلامة، والاستقرار، والفرص

تواصل دبي توفير بيئة آمنة ومستقرة للسكان والزوار على حد سواء، رغم النمو السكاني الملحوظ الذي شهدته خلال العقد الماضي. وتحتل المدينة المرتبة الرابعة عالميًا في مؤشر الجريمة والسلامة الصادر عن Numbeo، مما يعزز سمعتها كواحدة من أكثر المدن الحضرية أمانًا في العالم.

ومع غياب ضريبة الدخل، ووجود بنية تحتية عالمية المستوى، وشمس مشرقة على مدار السنة، واتصال سلس مع العالم بأكمله، تظل دبي وجهة مفضلة للمغتربين والمستثمرين على حد سواء. لكن ما يحدد مستقبل الإمارة هو تركيزها المتزايد على السعادة، والاستدامة، والشمولية، والتمكين الرقمي.

حياة أكثر ذكاءً، وسكان أكثر سعادة

انعكاسًا لسمعتها كمدينة يُشكّل الابتكار فيها نمو الاقتصاد، ارتقت دبي إلى المركز الرابع عالميًا في مؤشر المدن الذكية 2025 الصادر عن معهد الإدارة التنموية (IMD)، مما يجعلها الوجهة الأعلى تصنيفًا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا.

يعتمد المؤشر، الذي يستند إلى آراء السكان والشركات، على معدلات رضا في مجالات مثل خدمات الرعاية الصحية (82.8%)، وإمكانية الدخول إلى المساحات الخضراء (83.4%)، وإعادة التدوير (84.3%)، والأنشطة الثقافية (86.5%). كما حصلت خدمات الحكومة الرقمية – مثل طلبات التأشيرات ومعالجة بطاقات الهوية للمقيمين – على تقييمات تجاوزت 84%.

وشهد التحول الرقمي في دبي تطورًا استثنائيًا لا مثيل له؛ من إدارة حركة المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي خفّضت الازدحام بنسبة 25%، إلى حلول التنقل ذاتية القيادة وتكامل التكنولوجيا المالية على مستوى المدينة، أي أن الإمارة تسهم بنشاط في تشكيل بيئة حضرية أكثر ذكاءً وترابطًا. كما تُقدّم هيئة الطرق والمواصلات (RTA) وحدها 82 مشروعًا ضمن الاستراتيجية الرقمية 2023–2030، مستثمرةً 1.6 مليار درهم لتعزيز الابتكار وتقديم خدمات أكثر مرونة ضمن منظومة النقل في المدينة.

لنوجز ما ذكرناه، يمكننا القول أن تقدم دبي في تصنيفات جودة الحياة العالمية يعكس التزامها بالابتكار بتطوّر كوسيلة لتوفير مستويات معيشة عالمية المستوى.

فسواء كنت تبدأ مشروعًا جديدًا، أو تُنشئ عائلة، أو تسعى ببساطة إلى تحسين جودة حياتك، فإن دبي تقدّم فرصًا لا تضاهيها كثير من المدن الأخرى.

The First Group Chat Bot