الكشف عن مساهمة السياحة في اقتصاد دبي

تُعد السياحة ركيزة أساسية في استراتيجية دولة الإمارات لتنويع الاقتصاد، حيث تقود دبي نمو هذا القطاع الحيوي في طليعة الدول المتميزة في هذا القطاع. وفقًا لأحدث تقرير عن الأثر الاقتصادي (EIR) الصادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا قياسيًا، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي مساهمة القطاع في الاقتصاد إلى 267.5 مليار درهم إماراتي (72.8 مليار دولار أمريكي)، أي ما يقارب 13% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

ولإعطاء نظرة أوضح حول توقعات هذا العام، بلغ إجمالي مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للدولة في عام 2015 نحو 133.8 مليار درهم إماراتي (36.43 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل 8.7%، مسجلاً نمواً بنسبة 4.4% في عام 2016.

في ذلك الوقت، توقّع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنسبة 5.4% سنويًا، لتصل إلى حوالي 236.8 مليار درهم (64.47 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل 11.2% من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2026.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن تصل مساهمة إنفاق الزوار الدوليين في دولة الإمارات إلى مستوى قياسي يبلغ 228.5 مليار درهم هذا العام، أي بزيادة قدرها 37% مقارنة بذروة ما قبل الجائحة في عام 2019.

نمو قوي في التوظيف والطلب المحلي

أصبح قطاع السفر والسياحة بسرعة من بين أهم القطاعات المولدة للوظائف في دولة الإمارات. بحلول نهاية عام 2025، يتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن يدعم القطاع أكثر من 925,000 وظيفة، ارتفاعًا من 898,600 وظيفة في عام 2024، وهو العام الذي ساهم فيه القطاع بمبلغ 257.3 مليار درهم في الاقتصاد. وهذا يعني أن ما يقارب موظفاً واحداً من كل ثمانية موظفين في دولة الإمارات يعمل في قطاع السفر والسياحة.

بينما لا تزال السياحة الدولية تشكل حجر الأساس لنمو القطاع حتى اليوم، يشهد سوق السياحة المحلية في دولة الإمارات توسعًا سريعًا أيضًا. وفقًا للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، من المتوقع أن يصل إنفاق الزوار المحليين إلى 60 مليار درهم في عام 2025، بزيادة قدرها 47% مقارنة بمستويات عام 2019. ويؤكد ذلك تزايد شعبية دولة الإمارات كوجهة للإقامة القصيرة والرحلات القصيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع بين السكان المحليين والمسافرين الإقليميين، بفضل استثمارات الدولة المستمرة في قطاع الترفيه والمعالم الثقافية والطبيعية.

استراتيجيات ذات رؤية مستقبلية تقود التوسع في السياحة

يعزو المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) نجاح القطاع إلى رؤية الدولة الاستراتيجية وقيادتها الحكيمة. ساهمت مبادرات مثل استراتيجية السياحة الإماراتية 2031، والميثاق الوطني للسياحة، وتنفيذ مشاريع المدن الذكية في خلق منظومة سياحية مستقبلية تركز على الاستدامة، والربط الشبكي، وتقديم تجارب لا مثيل لها للزوار.

علّقت جوليا سيمبسون، رئيسة ومديرة تنفيذية للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، قائلة:
"تواصل دولة الإمارات ريادتها في مجال السفر والسياحة على الصعيد العالمي. وأضافت:
"من المدن الذكية المتقدمة إلى الضيافة الاستثنائية وأنظمة التأشيرات السلسة، تُعد الدولة نموذجًا يُحتذى به في كيفية قيادة الرؤية الاستراتيجية للنمو الاقتصادي.

عززت البنية التحتية الذكية في دبي، وإقامة الفعاليات العالمية المستوى، والنقل الجوي السلس – عبر أكثر المحاور الدولية ازدحامًا، ومطار دبي الدولي، والمطار سريع النمو "دبي ورلد سنترال" – بشكل كبير من تنافسية المدينة على الصعيد العالمي. تحتل المدينة باستمرار مرتبة بين أكثر الوجهات شعبية في العالم، بعد أن استقبلت رقمًا قياسيًا بلغ 18.72 مليون زائر دولي في عام 2024، مع توقعات بأن يتجاوز هذا الرقم 19 مليون زائر في عام 2025.

توقعات نمو قوية خلال العقد القادم

بالنظر إلى المستقبل، يتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن يساهم قطاع السياحة في الإمارات بما يقارب 287.8 مليار درهم في اقتصاد الدولة بحلول عام 2035، ممثلاً 10.4% من الناتج المحلي الإجمالي، ويدعم أكثر من مليون وظيفة في الوقت نفسه.

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط الأوسع، فإن التوقعات إيجابية أيضًا. في عام 2024، ساهم قطاع السياحة في المنطقة بمبلغ 341.9 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم نحو 7.3 مليون وظيفة. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام إلى 367.3 مليار دولار و7.7 مليون وظيفة على التوالي في عام 2025.

تُدعم استراتيجية نمو السياحة في دبي بسلسلة متواصلة من المشاريع الكبرى والمبادرات الحكومية، بدءًا من المعالم الثقافية الجديدة ومناطق الترفيه، وصولاً إلى المنتجعات البيئية الفاخرة ومشاريع ترميم التراث.

توسّع المبادرات الرائدة مثل الخطة الحضرية الرئيسية لدبي 2040، ومشروع دبي ريفز، وخطة تطوير حتّا جاذبية المدينة إلى ما هو أبعد من مركزها الحضري التقليدي، في حين ستعمل أجندة دبي الاقتصادية، D33، التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد حتى عام 2033، على تعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية رائدة للأعمال والترفيه.