دبي هي الوجهة الأولى للمستثمرين العقاريين الروس

وتواصل دبي جذب اهتمام المستثمرين العقاريين الروس بشكل قوي، والذين باتوا ضمن الجنسيات الخمس الأولى الأكثر شراءً للعقارات في الإمارة.

وبحسب المرصد الأوروبي للضرائب، اشترى مواطنون روس عقارات بقيمة تقديرية بلغت 6.3 مليار دولار في دبي بين عامي 2022 و2024، وهو أكبر حجم استثمار لهم مقارنة بأي وجهة عالمية أخرى.

ويعزو متخصصون في العقارات مثل Engel & Volkers هذا الطلب المستمر إلى مزيج من الاستقرار السياسي، والبيئة الضريبية المواتية، والعوائد العقارية القوية في دبي، والتي تتراوح عادة بين 6% و8% سنوياً، وهي أعلى بكثير من العوائد في الأسواق الكبرى الأخرى.

وبالنسبة لكثير من المستثمرين الروس الذين يبحثون عن قاعدة استثمارية طويلة الأمد في دبي، يوفر القطاع العقاري أيضاً مساراً للحصول على الإقامة عبر برنامج التأشيرة الذهبية للاستثمار في الإمارات.

وبحسب الإرشادات الرسمية الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي، يحق للمستثمرين الذين يشترون عقاراً بقيمة 2 مليون درهم أو أكثر التقدم للحصول على إقامة قابلة للتجديد لمدة خمس أو عشر سنوات. كما تتوفر تأشيرات استثمار قصيرة المدى للعقارات ذات القيمة الأقل وفق شروط محددة.

ويُجذب المستثمرون الروس أيضاً إلى البنية التحتية المتطورة في الإمارة، وبيئتها الآمنة، وفرص الأعمال وأسلوب الحياة، إضافة إلى الطقس المشمس طوال العام، مما يجعل دبي بديلاً جذاباً مقارنة بالوجهات الأخرى.

تغيّر ديناميكيات السوق

يشير محللو السوق إلى أن أنماط الطلب بين المستثمرين الروس بدأت تتنوع؛ ففي حين ركّز المستثمرون الأوائل على المناطق الساحلية الراقية مثل دبي مارينا، ونخلة جميرا، ووسط مدينة دبي، فقد توسّع الاهتمام ليشمل مجتمعات سريعة النمو مثل الخليج التجاري، وقرية جميرا الدائرية، ودبي كريك هاربور، حيث لا تزال مبيعات المخططات والعوائد الإيجارية قوية.

ورغم التقلبات قصيرة المدى، تظل دبي وجهة مفضلة للمستثمرين الروس، مدعومة بالرحلات الجوية المباشرة، والإطار التنظيمي الشفاف، وغياب الضرائب العقارية.

ويتوقع المراقبون أن يواصل الروس حضورهم القوي في السوق، خصوصاً في فئات العقارات قيد الإنشاء والوحدات السكنية ذات العوائد المرتفعة، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي التي تؤثر على توجهات الاستثمار العالمية.