استفادة دبي من مبادرة استثمار أجنبي جديدة

تنشئ الحكومة الإماراتية وحدة بارزة للاستثمار الأجنبي المباشر لجذب الاستثمارات الأجنبية.

يُتوقع تعزيز سمعة دبي كواحدةٍ من أكثر الوجهات الجاذبة للمستثمرين الأجانب في العالم عقب قرار إنشاء وحدة استثمار أجنبي مباشر متخصصة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويأتي إطلاق الوحدة استجابةً لتوجيهات رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال هذا الشهر لتعزيز البيئة الاستثمارية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتطويرها في محاولةٍ لجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى الإمارات.

وسيتم إنشاء وحدة الاستثمار الأجنبي المباشر وتشغيلها تحت رعاية وزارة الاقتصاد الإماراتية، وستشمل المبادرات التي تقوم بها المؤسسة إنشاء وحفظ قاعدة بيانات لمشاريع الإمارات العربية المتحدة التي تجتذب الاستثمار الأجنبي بالإضافة إلى تلك المشاريع التي لا تزال في طور الإعداد، كما ستعمل على توحيد وتنفيذ مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تمهيد الطريق أمام المستثمرين الأجانب الذين يتطلعون إلى الاستثمار في البلاد.

ووفقاً لبيان صادر عن وكالة أنباء الإمارات، "وام"، فإن شركات الاستثمار الأجنبية المرخصة "ستتمتع بنفس المعاملة التي تتمتع بها الشركات الوطنية، في الحدود التي تجيزها التشريعات النافذة في دولة الإمارات العربية المتحدة".

وتحمل المبادرة أخبارًا سارة لدبي، وهي المدينة المشهود لها حاليًا بأنها إحدى أكثر الوجهات جذبًا للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن مؤسسة دبي لتنمية الاستثمارات (Dubai FDI)، وهي مؤسسة تابعة لدائرة التنمية الاقتصادية (DED)، فقد شهد الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي ارتفاعًا بنسبة 26% لتصل إلى 4.84 مليار دولار في النصف الأول من عام 2018 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2017.

في ذات الوقت، بلغ عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي 248 مشروعًا، بزيادة 40% عن نفس الفترة من العام الماضي.

كانت دبي في عام 2017 قد احتلت المرتبة الرابعة في مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، والمرتبة العاشرة في تدفقات رأس المال الأجنبي المباشر والخامسة في مشاريع إعادة الاستثمار الأجنبي المباشر.

ومن جانبه صرح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي العهد إمارة دبي، ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة، قائلاً "إن الارتفاع في رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر ومشاريعه يعزز من مكانة دبي الرائدة باعتبارها الموقع العالمي المفضل للشركات العالمية والشركات الناشئة التي تسعى إلى تحقيق النمو والتوسع، ويعكس بوضوح ثقة المستثمرين في اقتصاد دبي".

وفي سياق المؤشرات المشجعة لإمارة دبي كي تصبح "أذكى مدينة في العالم" بحلول عام 2021، كشفت بيانات دبي للاستثمار الأجنبي المباشر أن 43% من جميع مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في النصف الأول من عام 2018 تتضمن استثمارات متوسطة إلى عالية التقنية، وقد شهدت دبي منذ عام 2015 افتتاح مستثمرين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 355 مشروعًا و213 مشروعًا عالية التقنية في على التوالي، وحققوا استثمارات رأسمالية بقيمة 5،738 مليار دولار و3،990 مليار دولار على التوالي أيضاً.

وشهدت استراتيجية دبي للمدن الذكية استثمار الإمارة بكثافة في تطوير بنية تحتية ذكية تتراوح بين النقل الذاتي إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية التي تعزز قدرات الذكاء الاصطناعي (AI) والروبوتات.

وقد صرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وقت إطلاق الاستراتيجية، في تغريدة له على موقع تويتر قائلاً "إن هدفنا هو أن تصبح خدمات ومرافق المدينة بأكملها متوفرة على الهواتف الذكية ... فنحن نرغب في توفير حياة أفضل للجميع".

وقد جذبت هذه المبادرات اهتمام المستثمرين الأجانب، ووفقاً لبيانات الاستثمار الأجنبي المباشر ودراسة المعايرة المرجعية للاستثمار الأجنبي المباشر الصادرتين عن صحيفة الفاينانشيال تايمز، استفاد 60% من إجمالي الإنفاق الرأسمالي للاستثمار الأجنبي المباشر في دبي من القطاعات متوسطة التقنية وعالية التقنية في المدينة، مما جعل الإمارة تحتل المرتبة الأولى عالمياً في عام 2018 من حيث حصة الاستثمار الأجنبي المباشر في نقل التكنولوجيا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي (AI) والروبوتات.

وعلق سمو الشيخ محمد قائلاً "تقود دبي مدن العالم من خلال تحقيق قفزة كبيرة في تبني الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية وإقامة نموذج عالمي لمدينة المستقبل ونحن نهدف إلى أن نصبح أكبر مختبر في العالم للتقنية والبحث والتطوير (R&D).