دبي: بناء مدينة المستقبل

تستعرض أجندة دبي الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة - D33، الطموحات الكبرى للمدينة، والتي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي مع المساعدة في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر المدن استدامة في العالم.

وترتكز استراتيجية الاقتصاد الكلي الشاملة على 100 مشروع تحولي من شأنها إعادة تشكيل الطريقة التي يعيش بها الأشخاص ويعملون ويقضون أوقات فراغهم في الإمارة.

تهدف الاستراتيجية إلى إضافة 32 تريليون درهم (8.71 تريليون دولار) إلى اقتصاد دبي على مدى السنوات العشر المقبلة، ومضاعفة ناتج تجارتها الخارجية ليصل إلى 25.6 تريليون درهم، مع إضافة 400 مدينة جديدة حول العالم كشركاء تجاريين رئيسيين.

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، مشروع D33 (أجندة دبي الاقتصادية) في يناير 2023، التي تضع السياحة كأولوية أساسية، بهدف جعل الإمارة واحدة من أفضل ثلاث وجهات دولية للسياحة والسفر على مستوى العالم.

خطة دبي الحضرية 2040

تتماشى أجندة دبي الاقتصادية D33 مع خطة دبي الحضرية 2040، التي تضع خارطة طريق للاستدامة في المدينة للعشرين عامًا المقبلة.

وتشير تقديرات استراتيجية التنمية الحضرية الطموحة إلى أن الحدائق والمساحات الترفيهية ستشكل 60% من إجمالي مساحة إمارة دبي بحلول عام 2040، أي أكثر من ضعف المساحة المخصصة اليوم، مما يوفر مساحات خضراء شاسعة للسكان الذي يبلغ عددهم اليوم 3.3 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يرتفع عددهم إلى 5.8 مليون نسمة بحلول عام 2040.

هذا وسيتم إنشاء مسارات خضراء للربط بين مناطق دبي الحضرية، مما يوفر طرق نقل مستدامة لسكان المدينة، مع إضافة ممرات للدراجات الهوائية وخدمات النقل الجماعي.

وفي الوقت نفسه، سيزيد إجمالي طول الشواطئ العامة في الإمارة بنسبة تصل إلى 400% بحلول عام 2040.

تحويل دبي إلى "مدينة الــ 20 دقيقة"

أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) مؤخرًا خطتها الاستراتيجية لتحويل الإمارة إلى "مدينة الــ 20 دقيقة". ويركز هذا المفهوم على ضمان وصول السكان إلى 80% من الخدمات اليومية من خلال رحلة لا تتعدى العشرين دقيقة سواء سيرًا على الأقدام أو بالدراجة الهوائية، وذلك لتعزيز بيئة حضرية أكثر استدامة وصحة وكفاءة.

تعتبر هذه الخطة واحدة من خمس أهداف رئيسية ضمن خطة هيئة الطرق والمواصلات (RTA) لعام 2024-2030، بينما تركز الأهداف الأخرى على تحسين إمكانية الوصول، وتعزيز التكامل الأفضل للنقل متعدد الوسائط، وتوسيع خدمات التنقل الحالية والمستقبلية، وتصميم حلول التنقل الذكية.

تبني التنقل الأخضر والبنية التحتية

كما تقود هيئة الطرق والمواصلات أيضًا استراتيجية النقل العام الخالية من الانبعاثات في استراتيجية دبي 2050. تتكون خطة هيئة الطرق والمواصلات الرائدة لوسائل النقل العام الخالية من الانبعاثات من ثلاث ركائز استراتيجية: التنقل الأخضر، والبنية التحتية، والاقتصاد الدائري.

حيث تدعو المبادرة جميع سيارات الأجرة والليموزين والحافلات العامة أن تتحول للعمل بالكهرباء بنسبة 100%، ويتم توليد الكهرباء اللازمة من مصادر متجددة. كما تدعو كذلك إلى القضاء على النفايات البلدية من خلال مبادرات إعادة التدوير. وعلى المدى الطويل، ستحفز خارطة الطريق الاعتماد على نطاق واسع على المركبات الكهربائية والهيدروجينية وتركيب الألواح الشمسية على المباني والمرافق الحالية.

وتتماشى هذه الاستراتيجية مع خطة الإمارات للحياد المناخي 2050 وتهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الإمارة بواقع 10 مليون طن، لتحقق وفورات مالية تصل إلى 3.3 مليار درهم إماراتي.

نموذج للاستدامة والابتكار

تعكس خطط دبي الطموحة للمستقبل مكانتها كواحدة من أكثر مدن العالم تقدماً وتطلعاً إلى الغد. فمن خلال الاستعانة بالتقنيات المتطورة والممارسات المستدامة، لا تعمل دبي على تعزيز بنيتها التحتية فحسب، بل تساهم أيضًا بشكل كبير في الجهود العالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ.

وفي نهاية المطاف، فإن تركيز دبي على التنقل الأخضر، والاستخدام الفعال للموارد، والمساحات الحضرية ذات الكفاءة المناخية يوضح النهج الطموح الذي تتبعه المدينة في التنمية الحضرية المستدامة، وتحقيق التوازن بين التنمية والمسؤولية البيئية طويلة الأجل.