كيف يوجّه معرض إكسبو 2020 دبي الاستثمار الأجنبي في دبي
يساعد الاهتمام العالمي بمعرض إكسبو 2020 دبي الذي تم وصفه بأنه "أعظم معرض في العالم" في جعل دبي واحدة من أفضل الوجهات في العالم للاستثمار الأجنبي المباشر.
إن سمعة دبي كواحدة من أكثر مدن العالم إبداعًا وأكبر مراكز الأعمال جعلتها واحدة من أكبر المستفيدين من الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم.
ووفقًا للإحصاءات المقدمة من مرصد دبي للاستثمار، استقطبت دبي 257 مشروعًا جديدًا للاستثمار الأجنبي المباشر بلغت قيمتها 44.6 مليار درهم إماراتي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019، وهي آخر فترة توفرت فيها بيانات شاملة.
وكانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال عام 2018 والنصف الأول من عام 2019. ففي عام 2018، ساهمت بنسبة 37% من إجمالي رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر و23% من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي، في حين تم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019 استقطاب 55 مشروع استثمار أجنبي مباشر بلغت قيمتها 16.56 مليار درهم إماراتي.
وتشمل المصادر الرئيسية الأخرى للاستثمار الأجنبي المباشر في دبي الصين والهند وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
تُصنَّف دبي ضمن أفضل ثلاث وجهات في العالم للاستثمار الأجنبي المباشر، ووفقًا لما صرَّح به ولي عهد دبي ورئيس مجلس دبي التنفيذي، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.
وقال سمو الشيخ حمدان: "أدت مبادرة قيادة دبي لتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وخلق أطر تنظيمية لنماذج الأعمال الجديدة إلى تطوير بيئة الاستثمار في دبي وفرصها فضلاً عن رأس مالها البشري ومزايا البنية التحتية المادية والرقمية. فقد أصبحت دبي اليوم وجهة عالمية مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات".
يركز معرض إكسبو 2020 دبي على الابتكار والاستدامة، ومن المقرر أن يدر فوائد كبيرة على مستثمري التكنولوجيا المتقدمة عند تحقيق مكاسب مستدامة لاقتصاد المدينة خلال العقد المقبل.
ستتحول دستركت 2020، التي ستستضيف المعرض، بعد انتهاء الفعالية إلى مركز أعمال مخصص متعدد الاستخدامات سيغدو وجهة للإبداع والابتكار. وستستمر أكثر من 80% من البنية التحتية التي بناها معرض إكسبو 2020 لتكون دستركت 2020. وأكدت الشركات الدولية الكبرى بما في ذلك سيمنس وأكسنتشر أنها ستتخذ من موقع المعرض مقرًا إقليميًا لها، كما سيتم إنشاء مركز معارض ومؤتمرات جديد في موقع المعرض.
العقارات الرائجة: لماذا يتدفق المستثمرون الأجانب إلى القطاع العقاري في دبي؟
بالنسبة للمستثمرين الأفراد، يمثل سوق العقارات في المدينة أحد أكبر المستفيدين من الاستثمار الأجنبي في دبي.
ففي عام 2019، حقق القطاع العقاري إيرادات بلغت 228 مليار درهم إماراتي (62.08 مليار دولار)، مرتفعًا عن 221 مليار درهم إماراتي في عام 2018، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة مؤخرًا عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي.
واستحوذ المستثمرون الأجانب على 46.5% من هذا الرقم الإجمالي، أو 106 مليار درهم إماراتي، بزيادة بلغت 15% مقارنةَ بالعام السابق.
وعلّق سعادة سلطان بطي بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، قائلاً: "في العقود الأخيرة، أضاف القطاع العقاري قيمة كبيرة للتنمية الاقتصادية للإمارة وصورتها العالمية. وبفضل انتعاش السوق، ساهم القطاع بشكلٍ فعال في نمو الناتج المحلي الإجمالي في دبي هذا العام".
وتصدر المواطنون الهنود قائمة المستثمرين الأجانب في سوق العقارات في المدينة في عام 2019، يليهم المستثمرون من المملكة العربية السعودية وباكستان والمملكة المتحدة.
وقال بن مجرن: "ارتفع إجمالي قيمة المبيعات المسجلة بأسماء مستثمرات نساء إلى 27.5 مليار درهم في عام 2019 بعد أن كان 21.8 مليار درهم في عام 2018".
وأضاف: "وأطلقت حكومة دبي سلسلة من المبادرات والتشريعات الهادفة إلى تسريع النمو، الأمر الذي ساهم في زيادة جاذبية القطاع العقاري".
وقال بن مجرن، خلال مناقشته للتأثير المحتمل لمعرض إكسبو 2020 دبي على النمو الاقتصادي، إن الفعالية قد تزيد بشكلٍ كبير من تدفقات رأس المال إلى دبي بالتزامن مع زيادة الاستثمارات في البنية التحتية.
وشاركته هذا الرأي لينيت عباد، مديرة البيانات والأبحاث في بروبرتي فايندر، التي تتعاون مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي في تبادل البيانات وتحليلها، حيث قالت:
"من الطبيعي أن نلمس المزيد من الارتفاع في معدلات الصفقات، فضلاً عن بدء استقرار الأسعار في بعض المناطق المحددة، بالتزامن مع دخولنا عام 2020 واقتراب موعد انطلاق فعالية إكسبو". وأضافت: "بدأنا بالفعل بملاحظة التغيّرات التي تشهدها مجموعة معينة من ديناميكيات السوق كنتيجة مباشرة لانعقاد إكسبو، ومن المرجح أن تستمر هذه التوجهات على امتداد العام بأكمله".