التحول إلى مدينة ذكية: استراتيجية دبي للنجاح على المدى الطويل

استراتيجية المدينة الذكية الطموحة التي تبنتها دبي جعلتها إحدى أكثر الوجهات الجاذبة للاستثمار على مستوى العالم

تُحرِز دبي تقدمًا ملموسًا في مساعيها الحثيثة لتصبح المدينة الأذكى عالميًا، فقد أطلقت سلسلة من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى جعلها وجهة رائدة عالميًا في مجال الابتكار ووجهة جاذبة للمستثمرين.

كشفت السلطات الحكومية من قبل عن خطط لإطلاق أكثر من 100 مبادرة تهدف إلى تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتي تغطي ستة مجالات رئيسية: النقل والمجتمع وأسلوب الحياة والاقتصاد والحكومة والبيئة.

من جانبها، صرّحت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية، وهي الإدارة الحكومية المكلفة بتنفيذ استراتيجية المدينة الذكية، بأنها أطلقت أكثر من 130 مبادرة و1,129 خدمة ذكية تهدف إلى تحسين حياة سكان المدينة ورفاهيتهم.

وقالت في مقابلة لها مع جريدة الخليج تايمز، لقد قطعنا خطوات كبيرة في مهمتنا نحو تنفيذ مشروع مدينة دبي الذكية، فقد عملنا على توفير البنية التحتية المتقدمة وربطها بأنظمة إدارة المدينة عبر شبكات عالية السرعة. ونحن ملتزمون بدعم مسيرة الإمارة لإقامة اقتصاد ذكي عبر القطاعات الرئيسية، مثل التجارة والسياحة والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث نعمل طوال الوقت لضمان التنافسية العالمية لاقتصاد دبي.

استراتيجية دبي الذكية هي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.

فبعد الإطلاق الرسمي للمشروع في عام 2014، غرّد الشيخ محمد إلى ملايين من أتباعه قائلاً: أطلقنا اليوم استراتيجيتنا لتحويل دبي إلى أذكى مدينة على مستوى العالم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وتشمل [الاستراتيجية] 100 مبادرة وتحويل 1,000 خدمة حكومية إلى خدمات ذكية.

طموحاتنا أن يلمس هذا المشروع حياة كل فرد في بلادنا، كل أمّ في بيتها أو موظف في عمله أو مستثمر في مشروعه أو طفل في مدرسته أو طبيب في عيادته. هدفنا حياة أسعد للجميع، ونسأل الله أن يعيننا على تحقيق ذلك.

وفقًا للدكتورة عائشة، ستكون منصة دبي الذكية "على عكس أي منصة مدينة ذكية أخرى تعمل في عالمنا اليوم. فقد تم تصميمها بالكامل من خلال عملية تكرارية وتعاونية، وقد تم تصميم المنصة بالتعاون مع المواطن والمقيم والزائر والمستثمر تحت إشراف الحكومة".

تقوم شركة الاتصالات الإماراتية (دو)، الشريك الاستراتيجي الرائد في مشروع دبي الذكية، بتركيب أكثر من 2,000 نقطة اتصال عريض النطاق في جميع أنحاء المدينة لتوفير خدمة الواي فاي المجانية لسكان المدينة وزائريها.

وفي نهاية المطاف، تتطلع خطة دبي الذكية إلى تقديم خدمة الواي فاي المجانية في جميع أنحاء الإمارة.

تقول الدكتورة عائشة إن توفير إمكانية الوصول "الدائم" سيتيح لمخططي المدينة تقديم مجموعة من الحلول القائمة على منصة بيانات مشتركة.

ومن أجل تحقيق رؤيتنا الطموحة، قادت دبي الذكية المخطط الأكثر شمولاً عالميًا، والذي شمل المدينة بأكملها، وليس قطاعًا أو منطقة واحدة فقط، على حد قولها. فنحن نعمل على توحيد العمليات لتمكين التأثير في جميع أنحاء المدينة، بدءًا من البنية التحتية المتصلة بإنترنت الأشياء وصولاً إلى البيانات المفتوحة والبيانات المشتركة، الأمر الذي يساعد على استنباط الأفكار والابتكار.

وفي هذا الصدد، يقول عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة دو، ستُرسي دبي معيارًا عالميًا جديدًا للتطبيقات الذكية، الأمر الذي يوفر خدمات عالمية المستوى للمقيمين والزائرين على حدٍ سواء.

كما يتم التأكيد على نجاح استراتيجية مدينة دبي الذكية المتحقق حتى الآن من خلال حجم الاستثمارات الدولية التي اجتذبتها قطاعات التكنولوجيا الفائقة في المدينة خلال الـ 24 شهرًا الماضية.

وفي الواقع، اجتذبت الإمارات العربية المتحدة 70% من إجمالي تمويل الشركات الناشئة المستثمَر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2018، حيث يذهب معظمها إلى دبي، وذلك وفقًا لأحدث تقرير عن الاستثمار المخاطر في المنطقة الذي نشرته شركة ماغنيت المتخصصة في تحليل الاستثمار.

ووفقًا للتقرير، تم إجراء ما يناهز ثلاثون بالمائة من صفقات المنطقة الاستثمارية في شركات ناشئة متمركزة في الإمارات العربية المتحدة.

وفي الوقت نفسه، ارتفع إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي بنسبة 41% على أساس سنوي خلال عام 2018، وذلك وفقًا لبيانات حكومية صادرة.

فقد اجتذبت الإمارة 38.5 مليار درهم إماراتي (10.5 مليار دولار) في صورة تدفقات لرأس المال الأجنبي المباشر خلال عام 2018، واستحوذت الولايات المتحدة والهند وإسبانيا والصين والمملكة المتحدة على 70% منها.