دبي تتصدر المشهد في إعادة تشكيل ملامح الاستثمار العقاري العالمي بالذكاء الاصطناعي

دبي تتصدر المشهد في إعادة تشكيل ملامح الاستثمار العقاري العالمي بالذكاء الاصطناعي

يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في كيفية شراء وبيع وإدارة العقارات، مع بروز دبي كساحة تجريبية للاستثمارات العقارية المدفوعة بالتكنولوجيا.

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن مجلس فوربس للتكنولوجيا، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة تقييمات العقارات، والتنبؤ بالطلب، وتحليل سلوك المستأجرين، وتخصيص توصيات العقارات.

وتقوم الخوارزميات بتمشيط مجموعات البيانات الضخمة، بما في ذلك سجلات المعاملات، والعائدات الإيجارية، والاتجاهات الديموغرافية، لتحديد الفرص الاستثمارية بسرعة ودقة تتجاوز الطرق التقليدية.

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق دبي العقاري

في دبي، حيث بلغت مبيعات العقارات رقماً قياسياً قدره 761 مليار درهم (207 مليار دولار) في عام 2024، يتسارع تبني الذكاء الاصطناعي من قبل المطورين والوسطاء والمستثمرين. ووفقاً لشركة بروفيدنت العقارية، تقوم الوكالات العقارية المحلية بدمج تقنيات التعلم الآلي في أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) لتحسين جودة العملاء المحتملين، التنبؤ بمعدلات التحويل، وتخصيص الحملات التسويقية.

وفي مذكرة سوقية حديثة، أكدت الشركة: "تتيح لنا أدوات الذكاء الاصطناعي تحليل تفضيلات العملاء في الوقت الفعلي، مما يسمح لنا بمطابقة المشترين مع العقارات المناسبة بسرعة فائقة، ما يقلل من دورة المبيعات ويزيد من رضا العملاء".

كما تُستخدم التحليلات التنبؤية للتنبؤ بتحركات السوق، بالاعتماد على البيانات الاقتصادية، خطط البنية التحتية، وحتى توجهات وسائل التواصل الاجتماعي. وهذه الأدوات مهمة بشكل خاص في دبي، حيث تتأثر أنماط الطلب بتغيّرات سريعة تشمل قوانين الإقامة والتوسّع السكاني.

تقنيات المباني الذكية والذكاء الاصطناعي

يُعد الذكاء الاصطناعي أيضاً محركاً رئيسياً لتقنيات المباني الذكية. ووفقاً لـ شركة Homecubes، يمكن لأنظمة إدارة الطاقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تخفّض استهلاك الكهرباء والمياه بنسبة تصل إلى 30%. كما تتيح برامج الصيانة التنبؤية كشف الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من التكاليف ويحسّن الأداء التشغيلي والعائد الاستثماري على المدى الطويل.

وتشمل الاستخدامات الأخرى أدوات معالجة اللغة الطبيعية لفحص العقود والمستندات القانونية، وأنظمة الرؤية الحاسوبية لتحليل الصور والتحقق من حالة العقار، مما يساهم في تقليل المخاطر في عمليات الشراء والبيع.

دبي تقود مستقبل التنظيم الرقمي

تدعم البيئة التنظيمية المتطورة في دبي تبني الذكاء الاصطناعي بشكل سريع. فقد قامت دائرة الأراضي والأملاك في دبي برقمنة سجلاتها العقارية، فيما تعهّدت حكومة الإمارات بدمج الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات الاقتصادية بحلول 2031، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

كما يتم دعم الشركات الناشئة في مجال التقنيات العقارية من خلال تراخيص المناطق الحرة ومبادرات تمويل مرنة، مما يجعل دبي نقطة جذب للمستثمرين والمبتكرين في المجال.

توقعات النمو العالمي

على الصعيد العالمي، من المتوقع أن ينمو قطاع الذكاء الاصطناعي في العقارات بمعدل يزيد عن 35% سنوياً حتى عام 2030، بحسب تقديرات الصناعة التي استشهدت بها "فوربس". ومع تفوّق دبي بالفعل في التحول الرقمي على المستوى الإقليمي، تبدو الإمارة مستعدة للاستفادة الكبرى من هذا الزخم التكنولوجي.

The First Group Chat Bot