النشاط التجاري يشهد أعلى مستوى له على الإطلاق في نوفمبر

وصل النشاط التجاري في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق الشهر الماضي.

يتجلى هذا النمو في صعود مؤشر مدراء المشتريات في البلاد، ولنا أن نعلم أنّ هذا المؤشر أعده كل من بنك إتش إس بي سي وشركة ماركت اكونوميكس، وهو يقيس البيانات الاقتصادية غير النفطية.

لوحظ أن مؤشر مدراء المشتريات، والذي يركز على أداء قطاعات التصنيع والبناء وتجارة التجزئة والخدمات، صعد إلى 58.1 نقطة الشهر الماضي بعد أن كان 56.3 نقطة في شهر أكتوبر، وهذا الصعود يعد الأعلى منذ إطلاق المؤشر في أغسطس عام 2009.

يجدر الإشارة إلى أن أي عدد نقاط يتجاوز الخمسين يمثل نموًا، بينما أي عدد دون الخمسين يمثّل هبوطًا وتراجعًا.

تعكس هذه الأرقام الأداء الاقتصادي القوي لدولة الإمارات بأكملها، ولكن هناك دليل قوي على أن دبي ساهمت بالنصيب الأكبر، حيث إنها موقع تجاري رائد، وذلك بسبب امتلاكها عوامل عديدة فريدة من نوعها، وسياحة قوية، وعدد كبير من الشركات الدولية.

بدوره، علّق سيمون ويليامز، كبير الاقتصاديين بمجموعة "إتش إس بي سي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على دراسة مؤشر مدراء المشتريات للإمارات بقوله: "إنها قراءة مثيرة للإعجاب ولكن لا يمكن اعتبارها غير متوقعة. مع إعلان دبي استضافتها لمعرض إكسبو 2020، وتحسن التوقعات الإيجابية حول الأوضاع الجيوسياسية، فهناك ما يكفي من الأسباب المقنعة بأن الأداء القوي الذي حققته الإمارات في 2013 سيستمر في 2014."

على صعيد آخر، ارتفع حجم طلبات الشراء الجديدة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث وصل إلى 66.9 نقطة مقارنة مع 64.6 نقطة في أكتوبر. هذا ولوحظ وجود ارتفاعات مماثلة في طلبات التصدير، التي قفزت إلى 59.3 نقطة بعد أن كانت 58.9.

علاوة على ذلك، أظهر مؤشر مدراء المشتريات تحسن أوضاع العمالة أيضًا في جميع أنحاء البلاد، لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال خمسة أشهر عند 53.6 نقطة بعد أن كانت 52.7 الشهر الماضي.

تولي دبي اهتمامًا كبيرًا بالطائرات والسيارات، حيث يُقام لكل مجال من الاثنين حدث دولي هام كل سنتين داخل المدينة، ناهيك عن قيام عدد من الشركات المصنعة بافتتاح متاجرًا لها في المدينة، فليس صعبًا أن نتصور حجم استفادة هذين المجالين من الأثرياء سواء الذين يقومون بزيارة المدينة أو يعيشون فيها، بحيث أصبح ذلك عاملاً محتملاً وراء النتائج القوية التي يحققها مؤشر مدراء المشتريات.

على سبيل المثال، خلال دورة هذا العام لمعرض دبي للسيارات، تم الإعلان عن بدء الإمارة تصنيع سيارة ليكان هايبرسبورت، وهي إحدى السيارات الرياضية الفاخرة ويُقال أن سرعتها تصل إلى 60 ميلاً في الساعة خلال 2.8 ثانية. وعند معرفة أن سعر السيارة الواحدة لا يقل عن 3.4 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 2 مليون جنيه إسترليني)؛ فإن من السهل إدراك أسباب ازدهار الأعمال التجارية في دبي.